“حين يُساء للإمام المهدي المنتظر باسم الدين”
في زوايا التاريخ المعتمة، ودهاليز الخطابات الموجهة، نبتت روايات شوهت قدسية الرسالة، واختطفت الملامح النقية لدين الرحمة، الإسلام. بين سطور بعض الكتب، وتحت مسميات دينية براقة، سُرق الوعي، ولبس الكذب عباءة القداسة، حتى أصبح البعض يحدثك بثقة عن “ما سيفعله الإمام المهدي باليهود”، لا كمن يسرد أملاً وتعايشاً سلمياً، بل كمن يُنذر بمجزرة! .. تُرسم ملامح المهدي -المنتظر الذي نُبشّر به – كبشارة عدل ورحمة – وكأنه زعيم مهووس بالدماء، مهمته إبادة قوم بأكملهم – عشرات الملايين من اليهود -، لا ينجو منهم طفل ولا شيخ ولا امرأة، يفتح قبور الصحابة ويُخرجهم للحساب ثم القتل مجددًا والتمثيل بجثثهم! أي منطق هذا؟ بل أي قلب يحتمل هذه الرواية دون أن ينزف؟ أهذه صفات وليّ من أولياء الله، أم صورة وحشية لأكثر طغاة التاريخ ظلامًا؟ وهذا لا صلة له بالهدي بل هذا الشخص هو نباش قبور .. ليست هذه القصص من نبع الإسلام، بل من روافد موروث فارسي حاقد، حاك مذهباً، وثبّت خطاب كراهية، وزرع في التراث ألغاماً تتفجر في وجه الحقيقة كلما اقتربنا منها. صناعة موجهة لتشويه الدين، وتحويله من رسالة سلام إلى أسطورة دموية تثير الرعب لا الطمأنينة، وتغذي الكراهية لا التسامح. ما حدث في 7 أكتوبر 2023، ليس انتصاراً، ولا حتى نكسة، بل خطة إرهابية محكمة نُسجت في أقبية نظام ولاية الفقيه الإرهابي، ونُفذت بأيدٍ مجرّدة من الرحمة. لم يكن الدين طرفاً فيها، ولا المهدي، ولا حتى القيم. كانت ولاية الفقيه، بذراعها الإرهابية “حماس”، تنفذ ما خططت له طويلاً، لتصنع من الدم وقوداً تستمر به آلة الخراب في الدوران. إن الحديث عن تدمير إسرائيل وقتل اليهود كأنه قدرٌ مقدّس، وهو في حقيقته ليس سوى سيناريو ديماغوجي، خدعة محبوكة لكسب العقول المستلبة عبر وعود كاذبة، وتشويهات ممنهجة باسم الدين. الحقيقة أن مثل هذه الخطابات لا تنتمي للإسلام، ولا للإنسان، بل للمشروع الظلامي الذي يغذيه الدم والخراب. هؤلاء لا ينتظرون مخلّصاً .. إنهم فقط يريدون مزيداً من الموت والخراب والفساد ليستمروا في الحياة .. وللحديث صلة ..
اسماعيل مصبح الوائلي / صحفي استقصائي دولي معتمد لدى الاتحاد الأوروبي – متخصص في الشأن الديني والجماعات المسلحة، وخبير في صناعة المرجعيات والمقدسات ..
الدكتور اسماعيل مصبح الوائلي مغرداً .. “حين يُساء للإمام المهدي المنتظر باسم الدين”
